ورد حديثا
لن ينتهى البؤس
تعتبر فكرة الانتحار من أعمق الأفكار والتي يراها الناس غالبًا بسطحية شديدة، ومن هنا يبدأ سيل العبارات الرتيبة التي تحاول منع الشخص المقدم على الانتحار. ولكن ما يجهله الناس أن الذي يدفع شخصًا للانتحار هو وجود معركة شرسة داخله، معركة استهلكت كل روحه وطاقته فلم يبق له إلا جسد بلا روح ولا هوية. نحن وبشكل يومي نمر بكثير من المعارك، على الأقل لديك معركة كل يوم، قد تكون حول المال أو السلطة أو اليأس أو النفوذ أو التعليم أو حتى فكرة الموت نفسها.. ولكنك لا تصل إلى مرحلة الانتحار إلا عندما يتم استنزافك بشكل كامل، فتختار توجهًا ضد الحياة.
هذه الرواية التي يراها القرّاء سودواية جدًا، تبدأ أحداثها عندما يجد بطل الرواية رسالة متروكة، يذكر صاحبها أنه مقبل على الانتحار، ومن هنا يبدأ البطل رحلة البحث المستميتة عن صاحب الرسالة، لعله يحاول أن يمنعه ويرده عن فكرة الانتحار أو يعالج ما يعتمل بداخله من مشاعر ومشاكل، ولكن أثناء هذه الرحلة سيتعرف البطل على كثير من الشخصيات اليائسة، سيدرك لوهلة أن جميع الناس لديهم سبب للانتحار! ومن هنا يأخذنا المؤلف لنلقي نظرة فاحصة إلى أعماق النفس الإنسانية وما يعتمل فيها، وندرس نفسية الشخص المقبل على الانتحار، ولماذا قرر إنهاء حياته وما الأسباب الدافعة لكل ذلك وما سر كل هذه الشخصيات البائسة في الحياة!